“الدول المارقة”.. تعريفها ومعايير إدراجها ومن يحدد مصيرها؟ …سوريا
في خطوة مفاجئة، أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي يوم السبت إزالة سوريا من قائمة “الدول المارقة”، وهي القائمة التي تشمل عادةً دولاً مثل إيران، كوريا الشمالية، كوبا، وفنزويلا. جاء هذا القرار بعد عقود من فرض قيود مشددة على التعاون مع دمشق، خاصة في مجالات الطاقة النووية المدنية والتجارة العسكرية.
ما هي “الدول المارقة”؟
بحسب المتحف الوطني للدبلوماسية الأمريكية، تُصنف “الدول المارقة” على أنها تلك التي تنتهك القانون الدولي وتشكل تهديداً لأمن الدول الأخرى. ورغم أن المصطلح ليس تصنيفاً رسمياً في القانون الدولي، إلا أنه يُستخدم في السياسة الأمريكية لوصف أنظمة تتهمها واشنطن بـ:
- دعم الإرهاب.
- السعي لامتلاك أسلحة دمار شامل.
- ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
من يضع هذه القائمة؟
يوضح إيهاب عباس، الخبير في الشؤون الأمريكية، أن المصطلح سياسي بالدرجة الأولى، ولا يعكس موقفاً قانونياً دولياً. فـ”الدول المارقة” تُحدد بناءً على رؤية الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وغالباً ما ترتبط بـ:
- تهديد المصالح الأمريكية.
- السياسات العدائية تجاه حلفاء واشنطن.
- امتلاك قدرات عسكرية خطيرة (مثل الأسلحة النووية أو الكيميائية).
تاريخ القائمة وتقلباتها
ظهر المصطلح في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وشمل في البداية دولاً مثل كوريا الشمالية، العراق، ليبيا، وإيران. لكن القائمة شهدت تغييرات متكررة:
- ليبيا: أُزيلت عام 2006 بعد تخليها عن برنامج الأسلحة النووية.
- كوريا الشمالية: أُدرجت ثم أُزيلت بين 2008 و2017 قبل إعادتها لاحقاً.
- سوريا: ظلت مصنفة كـ”دولة راعية للإرهاب” منذ 1979، لكن خروجها من قائمة “المارقة” قد يمهد لتحسن العلاقات مع واشنطن.
لماذا أُزيلت سوريا الآن؟
تبع القرار الأمريكي رسالة شكر سورية للرئيس دونالد ترامب، أشادت فيها بـ”الانفتاح غير المسبوق” على دمشق. كما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى نيتها إنهاء ملف الأسلحة الكيميائية السوري، بينما رحبت سياسية مثل السيناتور جين شاهين بالقرار.
هل القائمة ملزمة دولياً؟
لا. فالتصنيف أداة ضغط أمريكية، وليس له تأثير قانوني خارج نطاق السياسة الخارجية للولايات المتحدة. فمثلاً، يمكن لإدارة أمريكية جديدة إعادة إدراج دولة مُزالة، أو العكس، كما حدث مع كوبا وفنزويلا في عهد ترامب.
خاتمة:
بينما يُنظر إلى خطوة رفع سوريا من القائمة كـ”إشارة انفراج”، يبقى السؤال: هل سيتحول القرار إلى تحول استراتيجي دائم، أم أنه مجرد تكتيك مؤقت؟ الإجابة قد تحددها التطورات السياسية والأمنية في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
إرسال التعليق