×

الصواريخ البالستية والصواريخ فرط الصوتية: الفارق بين السرعة والمناورة في الحروب الحديثة

ما هي الصواريخ البالستية وفرط الصوتية؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا كبيرًا في يونيو/حزيران 2025، حين شنّت إسرائيل هجومًا استهدف مواقع نووية إيرانية، أدى إلى مقتل عدد من القادة والعلماء البارزين. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم دمّر منشآت لتخصيب اليورانيوم وجزءاً كبيراً من ترسانة الصواريخ البالستية الإيرانية. وردّت طهران سريعاً بإطلاق عشرات الصواريخ مستهدفة مواقع عسكرية داخل إسرائيل، مؤكدة استخدام صواريخ بالستية وأخرى فرط صوتية للمرة الأولى.

هذا التبادل ليس الأول، فقد أطلقت إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2024 قرابة 200 صاروخ على إسرائيل، كما ردّت في أبريل من العام نفسه على قصف إسرائيلي استهدف قنصليتها في دمشق، بعملية أطلقت عليها “الوعد الصادق”.

في ظل هذا التصعيد، يبرز تساؤل جوهري: ما الفرق بين الصواريخ البالستية والصواريخ فرط الصوتية؟ إليك شرحاً مبسطاً وواضحاً.


أولًا: الصواريخ البالستية – “رمح في قوس”

تشبه الصواريخ البالستية في عملها رمي الرمح؛ تحصل على دفعتها الأولى عند الإطلاق ثم تسير في مسار قوسي بفعل الجاذبية دون تدخل بشري أو توجيه إضافي. يُعرف هذا المسار باسم “المسار البالستي”، ومنه جاء اسم الصواريخ.

خصائص الصواريخ البالستية:

  • تحصل على قوة الدفع من المحركات في بداية الانطلاق فقط.
  • تتبع مسارًا يشبه القطع المكافئ.
  • قد تخرج من الغلاف الجوي حسب مداها.
  • لا تكون قابلة للمناورة بعد نفاد وقودها.

مدى الصواريخ البالستية:

  • قصيرة المدى: حتى 1000 كيلومتر.
  • متوسطة المدى: بين 1000 و3500 كيلومتر.
  • فوق متوسطة: من 3500 حتى 5500 كيلومتر.
  • عابرة للقارات: أكثر من 5500 كيلومتر.

مراحل إطلاق الصاروخ البالستي:

  1. المرحلة الابتدائية: الإطلاق حتى نفاد الوقود.
  2. المرحلة الوسطى: الطيران خارج الغلاف الجوي (للصواريخ طويلة المدى).
  3. المرحلة النهائية: دخول الرأس الحربي إلى الغلاف الجوي والسقوط نحو الهدف.

السرعة:

  • قد تتجاوز سرعة الصوت بكثير، خاصة في المرحلة الوسطى.
  • الصواريخ العابرة للقارات قد تصل إلى 15 ضعف سرعة الصوت.

هل يعود الصاروخ بالكامل؟

لا. فقط “مركبة العودة” التي تحتوي على الرأس الحربي تعود وتضرب الهدف. باقي أجزاء الصاروخ تُفصل في الجو.


ثانيًا: الصواريخ فرط الصوتية – “السرعة والمناورة معًا”

رغم أن الصواريخ البالستية قد تصل لسرعات فرط صوتية، فإن الفرق الرئيسي في الصواريخ فرط الصوتية هو قدرتها على المناورة بسرعات تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل اعتراضها أصعب.

ميزات الصواريخ فرط الصوتية:

  • تحلق داخل الغلاف الجوي.
  • قابلة للتوجيه والمناورة خلال طيرانها.
  • تمتلك “مركبة انزلاقية” تنفصل لتضرب الهدف بدقة وبسرعة خارقة.

الاستخدامات:

  • اختبرت إيران هذا النوع من الصواريخ لأول مرة في هجماتها على إسرائيل.
  • يُعتقد أن روسيا طورت صاروخ “زركون”، بينما لا تزال الولايات المتحدة في مرحلة التجارب.

ثالثًا: صواريخ كروز – “الطيران المنخفض والمراوغ”

بخلاف البالستية، تسير صواريخ كروز على ارتفاع منخفض جداً، غالباً بسرعة أقل من سرعة الصوت، وتُوجه بأنظمة ملاحة دقيقة مثل GPS.

ميزاتها:

  • تحلق على ارتفاع منخفض جداً (بضعة أمتار).
  • يصعب رصدها بالرادارات.
  • تعتمد على محرك نفاث مستمر.
  • قد تُوجه يدويًا في المرحلة الأخيرة نحو الهدف.

صواريخ كروز فرط الصوتية:

  • ما تزال في طور التطوير عالميًا.
  • الهند وروسيا طورتا صاروخ “براهموس” بسرعات تفوق الصوت.
  • الادعاءات حول صواريخ فرط صوتية من نوع كروز، مثل “زركون” الروسي أو “فتاح 2” الإيراني، ما تزال مشكوكًا فيها تقنيًا.

ختامًا: الفرق الجوهري

المقارنةالصواريخ البالستيةالصواريخ فرط الصوتية
المسارقوسي وغير موجه بعد الإطلاققابل للتوجيه والمناورة
السرعةفرط صوتية في بعض المراحلفرط صوتية باستمرار
إمكانية المناورةمحدودة جدًاعالية جدًا
الاعتراضممكن تقنيًا بصعوبةصعب للغاية

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك