×

إطلاق أول منصة تفاعلية لتعلم الهيروغليفية: مصر تُعيد إحياء لغة الأجداد عبر التكنولوجيا الحديثة

مصر تدشن أول موقع إلكتروني تفاعلي لتعليم اللغة الهيروغليفية

في خطوة تُعد الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي والدولي، دشنت جمهورية مصر العربية منصة إلكترونية تعليمية مبتكرة تهدف إلى إحياء وتعليم اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة بطريقة تفاعلية وحديثة. جاء إطلاق هذا الموقع بعنوان “الهيروغليفية خطوة بخطوة” مساء الأربعاء، ليُمثل نقلة نوعية في الجهود المبذولة للحفاظ على التراث اللغوي والثقافي للحضارة المصرية العريقة.

التعليم الرقمي في خدمة التاريخ

تأتي هذه المبادرة في إطار توجه الدولة نحو رقمنة المعرفة وتيسير الوصول إلى علوم الحضارة المصرية القديمة لكل من الطلاب، والباحثين، والمهتمين من الهواة، حيث يُوفر الموقع محتوى علمي شامل باللغتين العربية والإنجليزية، ما يجعله متاحًا لقاعدة جماهيرية واسعة على مستوى العالم.

الموقع ليس مجرد دليل إرشادي، بل يُعد مشروعًا طموحًا بدأ جذوره منذ عام 2015 من خلال مكتبة الإسكندرية، التي دشنت المرحلة الأولى من هذا المشروع التعليمي، واضعة نصب عينيها هدفًا يتمثل في نشر الوعي بلغة الأجداد باستخدام أحدث أدوات التعليم الرقمي والتفاعلي.

محتوى تعليمي متطور وقاموس يتوسع باستمرار

يتميّز الموقع بكونه قاموسًا حيًا ومتجددًا، يحتوي في الوقت الحالي على ما يزيد عن 5000 مفردة هيروغليفية، مع خطط للتوسع المستمر في هذا المحتوى. كما يشمل الموقع دروسًا مبسطة وشاملة حول مبادئ الكتابة، والأرقام، واتجاهات النصوص، وأصول تشكيل الرموز.

وتعكس التصميمات الهيروغليفية القديمة طبيعة مصر، حيث استُوحيت أشكالها من عناصر البيئة المحيطة كالحيوانات والنباتات والأدوات، وكانت تُستخدم للدلالة على الأصوات، تمامًا كما تعمل الحروف في اللغات المعاصرة.

حجر رشيد… مفتاح أسرار الحضارة

ولعل أبرز المحطات في تاريخ اللغة الهيروغليفية يتمثل في الاكتشاف الثوري لحجر رشيد، الذي مكّن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون من فك رموز الهيروغليفية عام 1822، بعد عقود من المحاولات غير الناجحة. هذا الإنجاز فتح الباب أمام علماء الآثار لتفسير كنوز هائلة من النقوش والمخطوطات التي كانت في السابق طلاسم غير مفهومة.

ويعود تاريخ الحجر إلى عام 196 قبل الميلاد، وقد عُثر عليه مصادفة من قِبل جنود حملة نابليون أثناء إنشاء حصن في دلتا النيل، وكان نقشًا ثلاثيّ اللغة (الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية) يحتوي على مرسوم ملكي يُخلد دعم الكهنة للملك بطليموس الخامس.

إن تدشين هذا الموقع يُعد تجسيدًا ملموسًا للعلاقة المتجددة بين التاريخ والتكنولوجيا، ويعكس التزام مصر بربط حاضرها بماضيها المجيد وإتاحة هذا الإرث الثقافي الخالد للأجيال الحالية والقادمة في صورة عصرية تواكب روح العصر.

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك