تحالف أسطول الحرية يتهم إسرائيل بـ”اختطاف” نشطاء سفينة “مادلين” ومنعها من الوصول إلى غزة
احتجزت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين”، التي كانت تحاول كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وقادتها إلى ميناء أسدود، وعلى متنها 12 ناشطاً من جنسيات متعددة.
أعلن ائتلاف أسطول الحرية، في وقت مبكر من صباح الاثنين، أن قوات إسرائيلية صعدت على متن السفينة أثناء وجودها في المياه الدولية. ونُشرت صورة تُظهر ركّاب السفينة وهم يرتدون سترات نجاة ويرفعون أيديهم، قبل أن تنقطع الاتصالات مع الطاقم، وفق ما أفاد الحساب الرسمي للائتلاف على تلغرام، الذي وصف العملية بـ”الاختطاف”.
المسؤولة في التحالف هويدا عراف، أكدت أن إسرائيل “لا تملك أي سلطة قانونية لاحتجاز متطوعين دوليين في المياه الدولية”، معتبرة ما حدث خرقاً للقانون الدولي.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن السفينة اقتربت من “منطقة محظورة”، وأُمرت بتغيير مسارها. وبعد نحو ساعة، تم سحبها إلى السواحل الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الركاب “سيُعادون إلى بلدانهم”، بينما ستُنقل كمية المساعدات المحدودة إلى غزة عبر “قنوات إنسانية رسمية”.
السفينة “مادلين”، التي كانت ترفع العلم البريطاني، انطلقت من صقلية الأحد الماضي، وعلى متنها نشطاء من فرنسا، البرازيل، ألمانيا، هولندا، السويد، تركيا وإسبانيا، من بينهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ. كانت السفينة تحمل كميات رمزية من المساعدات، مثل الأرز وحليب الأطفال.
وبثّت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي كانت على متن السفينة، مقطعاً مصوراً عبر إنستغرام لحظة اقتراب القوات الإسرائيلية، قائلة: “إنهم هنا”.
كما نشر الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا عدة رسائل على إنستغرام، حذر فيها من تطويق السفينة، ثم أكد لاحقاً في تسجيل صوتي أن طائرات مسيّرة إسرائيلية كانت تحوم حولهم، قبل أن تصعد القوات على متن السفينة.
من جهتها، أعلنت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، أنها كانت على تواصل مع ركاب السفينة، ونقلت عن القبطان مطالبته للركاب بالهدوء وإبراز جوازات سفرهم، مؤكدة أن الجنود الإسرائيليين تلقوا بلاغاً بأن السفينة تحمل مساعدات إنسانية.
وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الوزير يسرائيل كاتس أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، وأن يُعرض على النشطاء مقطع يوثق أحداث 7 أكتوبر 2023 بعد وصولهم.
في المقابل، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتوفير الحماية للناشطين، ورفع الحصار عن غزة، مشيدة بجهود المتطوعين في محاولة إدخال المساعدات.
كما اعتبرت حركة حماس أن اعتراض السفينة “مادلين” يمثل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”، وطالبت بالإفراج الفوري عن النشطاء، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.
دولياً، نددت كل من تركيا وإيران باعتراض السفينة، ووصفتاه بانتهاك للقانون الدولي و”قرصنة بحرية”. كما أعربت فرنسا عن رغبتها في تسهيل عودة مواطنيها الستة الذين كانوا على متن السفينة.
من جانبها، سخرت الخارجية الإسرائيلية من الرحلة، ووصفت “مادلين” بأنها “يخت سيلفي للمشاهير”، مشيرة إلى أن المساعدات التي حملتها “لا تكفي لملء شاحنة واحدة”، واتهمت النشطاء بمحاولة خلق “استفزاز إعلامي”.
قافلة رمزية من تونس نحو غزة
بالتوازي، انطلقت من تونس قافلة رمزية تضم مئات المشاركين، معظمهم من التونسيين، في محاولة للفت الأنظار إلى معاناة سكان غزة. القافلة، التي لا تحمل مساعدات، تهدف للوصول إلى معبر رفح عبر ليبيا ومصر رغم عدم صدور تصاريح مرور من القاهرة حتى الآن.
الناشطة جواهر شنّة، المتحدثة باسم “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس”، أوضحت أن القافلة تضم نحو ألف شخص، وستنضم إليهم وفود من الجزائر، موريتانيا، وليبيا، في محاولة للعبور إلى غزة قبل نهاية الأسبوع.
إرسال التعليق