×

هل تنجح محادثات لندن في إنهاء النزاع التجاري بين واشنطن وبكين؟

محادثات لندن في إنهاء "الحرب التجارية" بين الولايات المتحدة والصين

تُستأنف اليوم، الإثنين، في العاصمة البريطانية لندن، جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، وسط آمال في تهدئة النزاع التجاري المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن وفدًا أمريكيًا رفيع المستوى سيجتمع مع نظرائه الصينيين. وأعلنت بكين من جانبها أن نائب رئيس الوزراء، هي ليفينغ، سيشارك في المحادثات، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، وصفها ترامب بأنها “إيجابية للغاية”.

وكانت واشنطن وبكين قد توصلتا الشهر الماضي إلى هدنة مؤقتة خفّضتا بموجبها الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة، إلا أن الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق لم تتأخر، مما أثار الشكوك حول استدامة التفاهمات.

وسيمثل الجانب الأمريكي في محادثات لندن وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون جرير، بحسب تصريحات ترامب.

وتأتي هذه الجولة من المفاوضات بالتزامن مع زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني للمملكة المتحدة بين 8 و13 يونيو، حيث ستُعقد اجتماعات لآلية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وذكرت وكالة “شينخوا” أن الرئيس الصيني شدد خلال اتصاله مع ترامب على ضرورة أن “تتراجع واشنطن عن إجراءاتها السلبية تجاه بكين”.

وتُعد هذه المكالمة الأولى بين الزعيمين منذ اندلاع الحرب التجارية في فبراير الماضي.

وكانت الصين الأكثر تضررًا من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في وقت سابق من العام، وردّت بكين بفرض رسوم مماثلة، بلغت في بعض الحالات زيادة بنسبة 145%.

وفي أعقاب محادثات جنيف التي أُجريت في مايو، خفّضت واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 30%، مقابل خفض الصين لرسومها إلى 10%، بالإضافة إلى التزامات بتقليل الحواجز أمام صادرات المعادن الحيوية.

ومن أبرز القضايا التي أدت إلى تصاعد التوتر، وقف الولايات المتحدة تصدير تقنيات عالية إلى الصين، في مقابل فرض بكين قيودًا على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة.

وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت سويثا راماشاندران، مديرة استراتيجية بشركة “أرتميس”، لبرنامج “توداي” على BBC، إن مشاركة الوزير لوتنيك في المحادثات “مؤشر إيجابي”، مشيرة إلى أهمية ملف المعادن النادرة في هذه المفاوضات.

وأضافت: “تُنتج الصين نحو 69% من المعادن الأرضية النادرة عالميًا، وهي ضرورية لتكنولوجيا الولايات المتحدة، ما يمنح بكين ورقة ضغط قوية”.

وكان الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في مايو قد منح الطرفين مهلة 90 يومًا للتوصل إلى اتفاق شامل، لكن البيانات الاقتصادية الصينية أظهرت أن صادراتها في مايو ارتفعت بنسبة 4.8% فقط، فيما تراجعت الواردات بنسبة 3.4%، وهو أداء أضعف من المتوقع.

وشهدت الأسابيع الأخيرة تدهورًا في العلاقات، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق. كما اتهمت واشنطن بكين بوقف شحنات المعادن الأساسية، في حين أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم السبت موافقتها على طلبات تصدير جديدة دون تحديد وجهتها.

ويأتي هذا التطور بعد إعلان ترامب موافقة شي على استئناف التجارة في العناصر الأرضية النادرة، بينما أشار كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، إلى أن “التدفقات التجارية بدأت بالتحسن، لكنها ما زالت دون المستوى المتفق عليه في جنيف”.

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك