×

في 7 ساعات فقط.. شخصيات رقمية في الصين تبيع بأكثر من 7 ملايين دولار وتتفوّق على البشر!

7 ساعات فقط.. شخصيات رقمية في الصين تبيع بأكثر من 7 ملايين دولار في بث مباشر!

ثورة الذكاء الاصطناعي تُعيد تشكيل مستقبل التجارة والبث المباشر**

في تطور غير مسبوق، تجاوزت شخصيات رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي أداء نظرائها من البشر في قطاع التجارة الإلكترونية المباشرة في الصين، محققة مبيعات ضخمة قاربت 7.65 مليون دولار خلال بث مباشر استمر 7 ساعات فقط.

وقد أثارت هذه التجربة – التي وصفت بأنها لحظة مفصلية في عالم التكنولوجيا الرقمية والتجارة – موجة من الذهول والإعجاب في الأوساط التقنية والتجارية، إذ لم تكن مجرد تجربة طريفة أو عرضاً ترويجياً مؤقتاً، بل إنّها مثّلت نقلة نوعية في دمج الذكاء الاصطناعي بالصناعة الإعلامية والتجارية، حيث بات بإمكان “النسخ الرقمية” تقديم أداء يُنافس بل ويتجاوز أداء الشخصيات الحقيقية.


لوه يونغهاو وشياو مو يدخلان عصر الأفاتارات الرقمية

أطلقت شركة “بايدو” (Baidu) العملاقة هذه التجربة على منصتها للبث التجاري المباشر “Youxuan”، حيث استعانت بشخصيتين رقمّيتين تمثلان اثنين من أشهر مقدّمي البث المباشر في الصين: لوه يونغهاو وشياو مو.

النسختان الرقميتان، اللتان تم تطويرهما عبر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام تقنية متقدمة استندت إلى بيانات ومقاطع فيديو تعود لخمسة أعوام، نجحتا في محاكاة النبرة، وحركات الجسد، وحتى النكات المعتادة لأصحابهما الحقيقيين بدقة مُدهشة. ووفقاً لـ وو جيا لو، رئيس الأبحاث في شركة Be Friends Holding، فإن ما حدث ليس مجرد تطور تقني، بل “ثورة في طريقة تفاعلنا مع المحتوى الرقمي”.


تفوق على الأداء البشري.. وتأثير يُرعب أصحابه!

المثير للدهشة أن البث الرقمي الأخير تجاوز من حيث التأثير والنتائج، البث المباشر السابق الذي قدمه لوه بشخصه في الشهر الماضي، والذي استمر أكثر من أربع ساعات لكنه لم يحقق نفس حجم المبيعات.

وقد علق لوه، الذي يتابعه أكثر من 1.7 مليون شخص على منصة Weibo، قائلاً:

“تأثير الإنسان الرقمي أرعبني… أشعر بالذهول!”

هذا التصريح يُبرز حجم المفاجأة لدى أحد أبرز رواد البث المباشر في الصين، إذ لم يكن يتوقع أن تتمكن نسخته الافتراضية من إحداث تأثير جماهيري وتجاري يفوق أداؤه الواقعي.


ميزات الشخصيات الرقمية: لا تعب، لا توقف، لا تكلفة!

الميزة الأبرز لهذه الشخصيات الرقمية تتمثل في خفض التكاليف التشغيلية بشكل هائل. فبدلاً من الحاجة لاستوديوهات فخمة، وفرق إنتاج، ومقدّمين بشريين قد يرهقهم العمل لساعات، يمكن للآفاتارات الرقمية أن تبث بشكل دائم دون توقف أو تعب.

كما تتيح هذه التكنولوجيا إمكانيات هائلة من حيث التوسع العالمي، حيث يمكن تدريب النسخ الرقمية على البث بلغات متعددة للوصول إلى جماهير جديدة في مختلف أنحاء العالم، وهو ما ألمح إليه “وو” كخطوة مقبلة قريبة.


النجاح الكبير لا يخلو من التحديات التنظيمية والأخلاقية

ورغم الانبهار الكبير بهذه التجربة، أشار الخبراء إلى أن التحديات التي تواجه هذه التقنية لم تعد تقنية بحتة، بل أصبحت تشريعية وتنظيمية في المقام الأول.

فعلى سبيل المثال، تفرض بعض المنصات مثل Douyin (النسخة الصينية من TikTok) قيودًا على استخدام الشخصيات الرقمية، خصوصًا إذا لم تُظهر تفاعلًا حقيقيًا مع الجمهور، أو في حال لم يكن هناك شفافية واضحة في استخدام الذكاء الاصطناعي.

كما يجب على الشركات تدريب تلك النسخ الرقمية على الالتزام بالقوانين واللوائح الخاصة بالإعلانات، وتجنّب التضليل أو المبالغة في الترويج للمنتجات.


نقطة تحوّل عالمية في مستقبل التسويق الرقمي

تفتح هذه التجربة الباب أمام تحولات كبرى في مجالات الإعلام، والتجارة، والترفيه، والتعليم، وحتى في خدمة العملاء. فمع تطوّر الذكاء الاصطناعي، لم يعد الأمر مجرد خيال علمي، بل واقع يمكن استثماره على نطاق واسع.

ورغم عدم تحديد موعد دقيق لظهور النسخة التالية من شخصية “لوه” الرقمية، فإن المعطيات الحالية تؤكد أن هذا النوع من البث التفاعلي سيصبح جزءًا أساسياً من مستقبل التجارة الإلكترونية ليس في الصين فقط، بل على مستوى العالم.


خاتمة: الإنسان الرقمي ليس بديلاً… بل نسخة مطورة من التأثير البشري

قد لا يُغني الذكاء الاصطناعي يوماً عن العنصر البشري بالكامل، لكنّه بالتأكيد يعيد صياغة الطريقة التي نتفاعل بها مع الجمهور، ويمنح الشركات والمبدعين أدوات أكثر كفاءة، وأقل تكلفة، وأوسع انتشارًا.

وفي الصين، يبدو أن هذا المستقبل قد بدأ بالفعل.

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك